مُصحف فاطمۀ زهرا
عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ، عَنْ أَبِی بَصِیرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ عَنْ مُصْحَفِ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: أُنْزِلَ عَلَیْهَا بَعْدَ مَوْتِ أَبِیهَا. فَقُلْتُ: فَفِیهِ شَیْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: مَا فِیهِ شَیْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ.
قَالَ: قُلْتُ: فَصِفْهُ لِی. قَالَ: لَهُ دَفَّتَانِ مِنْ زَبَرْجَدَتَیْنِ عَلَى طُولِ الْوَرَقِ وَ عَرْضِهِ حَمْرَاوَیْنِ. قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاکَ صِفْ لِی وَرَقَهُ. قَالَ: وَرَقُهُ مِنْ دُرٍّ أَبْیَضَ قِیلَ لَهُ: کُنْ فَکَانَ. قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاکَ، فَمَا فِیهِ؟ قَالَ: فِیهِ خَبَرُ مَا کَانَ، وَ خَبَرُ مَا یَکُونُ إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ، وَ فِیهِ خَبَرُ سَمَاءٍ سَمَاءٍ، وَ عَدَدُ مَا فِی سَمَاءٍ سَمَاءٍ مِنَ الْمَلَائِکَةِ، وَ غَیْرُ ذَلِکَ، وَ عَدَدُ کُلِّ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ مُرْسَلًا وَ غَیْرَ مُرْسَلٍ، وَ أَسْمَاؤُهُمْ، وَ أَسْمَاءُ الَّذِینَ أُرْسِلُوا إِلَیْهِمْ، وَ أَسْمَاءُ مَنْ کَذَّبَ وَ مَنْ أَجَابَ مِنْهُمْ، وَ فِیهِ أَسْمَاءُ جَمِیعِ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْکَافِرِینَ، مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ، وَ أَسْمَاءُ الْبُلْدَانِ، وَ صِفَةُ کُلِّ بَلَدٍ فِی شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا، وَ عَدَدُ مَا فِیهَا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ، وَ عَدَدُ مَا فِیهَا مِنَ الْکَافِرِینَ، وَ صِفَةُ کُلِّ مَنْ کَذَّبَ، وَ صِفَةُ الْقُرُونِ الْأُوَلى وَ قِصَصُهُمْ، وَ مَنْ وُلِّیَ مِنَ الطَّوَاغِیتِ وَ مُدَّةُ مُلْکِهِمْ وَ عَدَدُهُمْ، وَ فِیهِ أَسْمَاءُ الْأَئِمَّةِ وَ صِفَتُهُمْ، وَ مَا یَمْلِکُ وَاحِداً وَاحِداً، وَ فِیهِ صِفَةُ کَرَّاتِهِمْ، وَ فِیهِ صِفَةُ جَمِیعِ مَنْ تَرَدَّدَ فِی الْأَدْوَارِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ.
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ کَمِ الْأَدْوَارُ؟ قَالَ: خَمْسُونَ أَلْفَ عَامٍ، وَ هِیَ سَبْعَةُ أَدْوَارٍ؛ وَ فِیهِ أَسْمَاءُ جَمِیعِ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ آجَالُهُمْ، وَ صِفَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَ عَدَدُ مَنْ یَدْخُلُهَا، وَ عَدَدُ مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ، وَ أَسْمَاءُ هَؤُلَاءِ وَ أَسْمَاءُ هَؤُلَاءِ، وَ فِیهِ عِلْمُ الْقُرْآنِ کَمَا أُنْزِلَ، وَ عِلْمُ التَّوْرَاةِ کَمَا أُنْزِلَتْ، وَ عِلْمُ الْإِنْجِیلِ، وَ الزَّبُورِ، وَ عَدَدُ کُلِّ شَجَرَةٍ وَ مَدَرَةٍ فِی جَمِیعِ الْبِلَادِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُنْزِلَهُ عَلَیْهَا، أَمَرَ جَبْرَئِیلَ وَ مِیکَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ أَنْ یَحْمِلُوا الْمُصْحَفَ فَیَنْزِلُوا بِهِ عَلَیْهَا، وَ ذَلِکَ فِی لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ مِنَ الثُّلُثِ الثَّانِی مِنَ اللَّیْلِ، هَبَطُوا بِهِ عَلَیْهَا وَ هِیَ قَائِمَةٌ تُصَلِّی، فَمَا زَالُوا قِیَاماً حَتَّى قَعَدَتْ، فَلَمَّا فَرَغَتْ مِنْ صَلَاتِهَا سَلَّمُوا عَلَیْهَا، وَ قَالُوا لَهَا: السَّلَامُ یُقْرِئُکَ السَّلَامَ. وَ وَضَعُوا الْمُصْحَفَ فِی حِجْرِهَا، فَقَالَتْ لَهُمْ: اللَّهُ السَّلَامُ، وَ مِنْهُ السَّلَامُ، وَ إِلَیْهِ السَّلَامُ، وَ عَلَیْکُمْ یَا رُسُلَ اللَّهِ السَّلَامُ. ثُمَّ عَرَجُوا إِلَى السَّمَاءِ، فَمَا زَالَتْ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْفَجْرِ إِلَى زَوَالِ الشَّمْسِ تَقْرَأُهُ، حَتَّى أَتَتْ عَلَى آخِرِه ».